سادت حالة من السخرية على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "تويتر" بعدما تداول مستخدمي المواقع صورا لانتشال رأس تمثال يرجح إنه للملك الفرعوني رمسيس الثاني، في حي المطرية بالقاهرة، وسخر النشطاء من طرية انتشال التمثال بالجرافات الآلية، مؤكدين "أن هناك طرقا أخرى كان يجب أن تستند إليها الوزارة في استخراج تمثال أحد أهم الحكام في تاريخ مصر الفرعوني" .
ودشن المشاركون هاشتاغين الأول يحمل اسم "تمثال رمسيس " والثاني "المصريون خطر على الكوكب"، وتوالت التعليقات الساخرة على الخبر وكان أبرزها: "ده ماكنش طالع له قرار استخراج ده كان قرار إزالة"، "بيطلعوه بالكراكة احنا اللي بهدلنا الفراعنة"، "تم التعامل معه طبقًا للقانون .. عندنا منه كتير"، " كسروا تمثال رمسيس الثاني. لعنة الفراعنة سوف تلاحقنا الآن"، " أكيد بيشوفوا التِمثال معمول من أسمنت الممتاز ولا لا"، " رئيس البعثة الالمانى المختص بانقاذ تمثال رمسيس بيقول بالعربي ان شاءالله هنشيل التمثال"بالبركة"والناس تتفرج عليه فالمتحف. نحن نبهت عل العالم"، " طيب فالقتوا تمثال رمسيس 50 حته قلنا ماشي انما تغسلوة بجردل ميه في قلب الشارع كتير اوفر"، " هو أحسن من مين يعني؟"، " ا محمد انزل البلد بسرعة أبوك لقي تمثال رمسيس في المطرية جاب لودر يطلعه كسره وعاوزين حد أمين يلحمه بأمير"، " قوا تمثال رمسيس الثاني في المطريه و جابوه من تحت الارض ب لودر و مازلت مصر تبهرنا ب مستويات IQ صينيه البطاطس"، " دول لو اكتشفو اصنام مش هيعملو فيها كده".
ومن جانبها، علقت الدكتورة مونيكا حنا، أستاذ علم الآثار المصرية بجامعة برلين، على طريقة انتشال تمثالين لرمسيس الثاني، وسيتي الثاني في منطقة المطرية.
وقالت، في تدوينة عبر حسابها على موقع "فيس بوك": "المشكلة الحقيقية للصورة المتداولة لرفع تمثال رمسيس الثاني أنها اكتشفت في أرض تم تسليمها من قبل المجلس الأعلى للأثار بطريقة غير سليمة في بداية الألفينات لوزارة الأوقاف والوحدة المحلية بالمخالفة للقانون وتم بناء عليها سوق الخميس الجديد الذي فشل تماماً في حل مشكلة المرور في ميدان المطرية من خلال نقل السوق لهذا المبنى، موقع أثار المطرية هو من أهم المواقع للتاريخ المصري وتسليم أرضه في السابق بدون حفائر كافية يعتبر جريمة يجب أن يحاسب عنها جميع المسئولين السابقين".
وتابعت: "أما عن رفع جزء من رأس التمثال فهو تم في ظروف صعبة جداً وذلك نتيجة البناء العشوائي الذي تم على الأرض الأثرية بدون صرف صحي سليم، مما أدى إلى تسريبه للأراضي المجاورة، وتسبب في انهيار جزئي للتربة، وسوف يتم نقل باقي التمثال يوم الإثنين وهو من الكوارتزايت النادر".
وكانت وزارة الآثار المصرية، قد أعلنت في بيان لها، "اكتشاف تمثالين ملكيين، شرقي القاهرة، يصل عمرهما نحو 3300 عام، ويرجّح أن يكون أحدهما للملك رمسيس الثاني (حكم 1279 – 1213 ق.م).
وأظهرت صور استخراج التمثالين الذي بدا أحدهما مكسورا باستخدام "رافعة" ذات جسم معدني مدبب من الأمام لنقله من مكانه، وكذلك وصفت تعليقات نشطاء، العمالة التي كانت تساعد في عملية الانتشال بـ "غير المدربة".
وهو ما عقّبت عليه وزارة الآثار، بأن "ثقل حجم التمثال هو ما استدعى نقله بـ "رافعة"، مؤكدة "أنه تم تدعيم رأس التمثال بمواد حتى لا تتضرر، وأن الرفع تم تحت الإشراف المباشر من الأثريين والمرممين المصريين والألمان ".
وقال محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، "إنه لم يتم رفع التمثال الذي أعلن اكتشافه بمنطقة آثار المطرية (شرق العاصمة) كاملا وتم رفع فقط جزء من رأسه باستخدام رافعة نظرا لثقل حجمه ".
وأوضح عفيفي، أن "الرفع تم بعد تدعيم رأس التمثال بواسطة العروق الخشبية وألواح الفلين لفصلها عن الجسم المعدني للرافعة، كما تم رفعها مع كمية كبيرة من التربة الطينية التي كانت تحيط بها".
وأشار إلى أن "الرفع تم تحت الإشراف المباشر من الأثريين والمرممين المصريين والألمان العاملين بالموقع نظرًا لإحاطة المياه الجوفية بالتمثال الذي يوجد في أرض طينية ".