يعتقد البعض أن كل مليونير يتمتع بمستوى رفيع من الذكاء، أو صاحب شهادة جامعية علمية في الاستثمار أو العلوم الإدارية، وأن هناك علاقة طردية بين الثقافة والتعليم والثراء، ورجال الأعمال هم صنفان، صنف يعتمد على الطرق غير الشرعية لخلق مملكته المالية، والصنف الآخر يعتمد على موهبته الفطرية وقدراته العملية، فالأول يمكن القول عنه أن بالنسبة له المال والثروة هما يخلقان الوجاهة في المجتمع.
وأما ما يميّز الصنف الثاني من رجال الأعمال عن غيرهم هو الموهبة والفطرة التي تمكنهم من دخول مهنة الاستثمار، وهم في سن مبكر ومن دون الحاجة للإلتحاق بالجامعة، وهذه الموهبة كوّنت لديهم فن الإدارة، وروح المغامرة والمجازفة التي تدرس نظرياتها في الجامعات والمعاهد، وتمنح شهاداتها بعد اجتياز امتحانات مهنية، فالمؤهلات لا تعني بالضرورة الإبداع والنجاح في الاستثمار، وإدارة الأصول والشركات ولا تعني أبداً الثراء، بل النجاح في العمل الحر يعتمد أولاً على الحالة الذهنية والعقلية، وليس على سيرة ذاتية تكتظ بالمؤهلات العلمية، والتي قد تكون عائقاً في بعض الحالات وليس عامل نجاح.
وعلى هذا النحو، فعليك البدء في تنفيذ مشروع خاص بك ليجعلك رجل أعمال ناجحاً، وأثناء ذلك عليك التحلي بعدد من الصفات، أهمها :
-المرونة: إذا أردت بدء مشروع، فلا بد أن تعرف أنك لم تعد مسؤولاً عن مهام ومسؤوليات وظيفة محددة، بل ستصبح متعدد الوظائف، وقد تواجه كثيراً من المشكلات، خاصة في المرحلة الأولى.
غالباً ما يتوقع الموظفون أعمالهم، لكن صاحب العمل لا يتوقع ما سيفعله في اليوم التالي. وعندما يواجه الموظف مشكلة لا يستطيع حلها يتوجه إلى رئيسه، لكنك لا بد أن تحل جميع المشكلات التي تواجه عملك دون اللجوء إلى أحد.
- المهارة الخلاقة: عندما تكون موظفاً، يملي عليك رئيسك ما تفعل، لكنك عندما تكون صاحب العمل، لا بد أن تقوم بأعمالك من تلقاء نفسك، لا يمكنك الجلوس وانتظار العملاء ليأتوا إليك، ولن يضع أحد ملفاً للعمل على مكتبك، بل أنت تقرر ما يجب فعله.
- ملاحظة الفرص واقتناصها: غالبية الموظفين يفعلون ما يؤمرون به، لكنك عندما تصبح صاحب مشروع جديد، لا بد أن تحدد المهام وتبحث عن الفرص المتاحة لتقنصها، ولا بد أن تتعلم كيف تلاحظ وتلاحق الفرص وتتعرف إليها عندما تكون متاحة أمامك، مثل فرصة اقتناص عميل جديد، أو توصيل منتجاتك إلى رفوف متجر كبير.
- التخطيط المستقبلي:ربما لم تكن في عملك السابق في حاجة إلى أي نوع من التخطيط، فقد كان التخطيط من صميم عمل مسؤول آخر. لكنك عندما تبدأ مشروعك الجديد، لا بد أن تطور خبرة التخطيط على المدى القصير والطويل، وسوف يصبح هذا جزءاً مهماً من حياتك، ولا بد أن تتكيف الخطط مع الأوضاع التي تتغير طوال الوقت أثناء إدارة مشروعك.
- بذل الجهد:يعتاد الموظف أن يؤدي عمله في مواعيد محددة حتى موعد تقاعده، لكنك بعد أن أصبحت صاحب العمل، لا بد أن تبذل مزيداً من الطاقة والجهد بنسبة 100 %، وأن تعمل لساعات غير محدودة، لا يمكنك أن تعمل بشكل روتيني وأنت صاحب العمل، لأن عملاءك يريدون أن يشعروا بأنك تبذل 100 % من جهدك ومهارتك وموهبتك لهم، وسوف يتجهون إلى غيرك إذا لم يشعروا بذلك.
والأكثر من ذلك، أنك ستبذل هذا الجهد من دون شبكة حماية، فإذا كنت موظفاً وشعرت بالمرض، سوف يكون هناك من يقوم بالعمل بدلاً منك في حال تغبيك، أما وأنت صاحب العمل، فلن تجد تلك الفرصة.
- توقع غير المتوقع:عندما تكون صاحب المشروع، ليس هناك ما يضمن الطلب على منتجاتك أو خدماتك لمدة ستة أشهر متصلة من الآن مثلاً، ليس هناك ضمان أن يدفع عملاؤك مستحقاتك بانتظام أو حتى يدفعوها على الإطلاق، ليس هناك أي ضمان لأن تحقق دخلاً في الشهر الحالي أو المقبل، بعكس الموظف الذي يتوقع الحصول على راتبه في نهاية كل شهر.