العالمة المصرية منى بكر أسطورة النانو التكنولوجى ترحل فى هدوء وصمت تام

 

 

فى هدوء تام رحلت فجأة الدكتورة المرموقة منى بكر مديرة مركز النانو التكنولوجى, والأستاذ المساعد بالمعهد القومى لعلوم الليزر بجامعة القاهرة فكانت بمثابة ترسا فى ماكينة العمل فقد أفنت حياتها فى سبيل العلم بدون إنتظار مقابل مادى أو معنوى وهاهى فارقت الحياة فى تكتم شديد وظروف غامضة, وربما كانت هذه هى رغبتها, ولكن يجب التحدث عن عالمة وهبت حياتها بالكالمل فى سبيل العلم والبحث تزامنا مع اليوم العالمى للمرأة التى لا تعرف المستحيل إطلاقا ويمكن أن تحول الخيال الى واقع.

رحلت منى بكر وسط ذهول جميع من حولها من أقارب وأصدقاء بالرغم من مقاومتها للمرض وصراعها معه ولكن لم تستطع التغلب عليه بعد مكوثها مدة لا تقل عن أربعة أشهر بالمستشفى وقامت بإجراء أكثر من عملية جراحية, ولكن لم تعلم أن الفترة الأخيرة من مسيرتها وحياتها هى التى تقضيها قبل رحيلها عن عالمنا وقد تركت صدمة وإندهاش من الجميع, بالرغم من ذلك لم تتوارى الدكتورة منى عن مساعدة أحد تلاميذها الذين كانوا يرسلون أبحاثهم لمراجتها للإستفادة الكبيرة من خبرتها العلمية فكانت تصحح أخطاءهم وترسل لهم التعديلات بكل حب وسعادة وحتى اللحظة الأخيرة كانت تقاوم المرض فى إصرار وثبات وصمود.

ترأست الدكتورة منى بكر مركز النانو التككنولوجى لمدة 9 أشهر فكانت هذه المدة الأكثر تقدما وتطورا بالمركز فى عهدها من بداية إفتتاحه منذ 5 سنوات, وحينها قررت منى بكر عرض أولى أبحاثها فى شهر مايو 2017 وكان يهدف الى تحويل قش الأرز الى مواد كيميائية حتى توفر العملة الصعبة للدولة ولكن لم يشاء القدر أن ترى أبحاثها بصيص من النور.

  • كانت منى بكر تحاول بقدر الإمكان إستغلال كل ماهو غير مجدى وتحويله الى شئ مفيد يخدم المجتمع ومن حوله فكانت هذه إحدى أهدافها فى الحياة, ففى عام 2009 حازت الدكتورة منى بكر على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم التكنولوجية المتقدمة وكانت تبلغ قيمة الشيك مبلغ وقدره خمسون ألف جنيه وسرعان ماقامت منى بكر بشراء جهز لمعمل النانو لتسيير نطاق العمل.
  • وبالرغم من مصاعب الحياة وضغوطاتها لم يحرك هذا ساكنا للدكتورة منى فقد عرض عليها مغريات عديدة للعمل خارج مصر ولكنها كانت ترفض رفضا تاما فقد عرض عليها التدريس بجامعة سنغافورة مقابل مادى 25 ألف دولار ولكنها رفضت بدون تفكير وقررت أن تهب حياتها وخبرتها لمعملها وأبحاثها.
  • كما عملت الدكتورة منى أستاذا مساعدا بالمعهد القومى لعلوم الليزر بجامعة القاهرة, أما فى عام 2009 حصلت منى بكر على عضوية بأكاديمية البحث العلمى.

قد قامت الدكتورة منى بإنشاء مدرسة علمية تضم لا يقل عن 43 طالبا للدراسات العليا وكانت المدرسة تعمل فى تنقية المياه وتحليتها والتطبيقات الطبية كما كانت تعمل فى توصيف وتصنيع المواد النوية وتطبيقها فى الخلايا الشمسية.

و فى عام 2002 حصلت الدكتورة منى على درجة الدكتوراه فى الكيمياء الفيزيائية على يد العالم الدكتور مصطفى السيد من معهد جورجيا للتكنولوجيا بولاية أتلانتا الأمريكية, وقامت منى بكر بنشر أكثر من 56 مقالة علمية فى العديد من المجلات الدولية, وإستطاعت تحقيق 4 براءات إختراع دولية.

  • وكانت من أبرز الأبحاث العلمية التى قامت بها إستحاث عقار جديد من نوعه يقوم بزيادة نسبة الهيموجلوبين من 7 الى 16 حتى يساعد أكبر عدد ممكن من مصابى الأنيميا أى أكثر من 70% من سكان مصر وسجل هذا البحث كبراءة إختراع دولية.

وسط بحر العلم الذى كان يتدفق من الدكتورة منى بكر وخبرتها العلمية الواسعة رحلت وسط حالة من الصمت والذهول حتى من أقاربها وأصدقائها تقديرا وإحترامها لوفاتها, ولكن تظل إنجازاتها العلمية ومسيرنها العلمية المرموقة تتحدث عنها الى الأبد.