البحر الميت .. يجف

 

 


في دراسة حديثة أعلنت عنها إحدى الصحف البريطانية، أثبت عدد من العلماء خلالها، "أنه قد تم اكتشاف ظاهرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية حينما تم العثور على أدلة في جوف البحر الميت تؤكد وجود جفاف داخله على عمق ثلاثمائة متر"،

 

وحصل العلماء على عينة من لب المنطقة الذي احتوى 300 مترا من الملح البلوري الكثيف والذي يؤكد جفاف حوض البحر الميت بين الاردن واسرائيل والاراضي الفلسطينية.


وأوضح العلماء، "أن جفاف البحر الميت يأتي تأثرا بظاهرة التغير المناخي الحديث"، مؤكدين أن معدلات سقوط الأمطار قبل 120 ألف عام وقبل نحو عشرة آلاف عام لم تتجاوز خمس مستوياتها الحديثة.


وقال أحد علماء الكيمياء الأرضية بمرصد لامونت دوهيرتي الأرضي في الولايات المتحدة الأمريكية، إن "كل عمليات الرصد تظهر أن هذه المنطقة هي واحدة من أكثر المناطق تأثرا بظاهرة التغير المناخي الحديث ومن المتوقع أن تصبح أشد جفافا، ما تكشف لنا أنه حتى في الأحوال الطبيعية المنطقة قد تجف بأكثر مما هو متوقع".

 


ويشتهر البحر الميت بأنه يعد النقطة الأكثر انخفاضا على سطح الكرة الأرضية، حيث بلغ منسوب شاطئه حوالي 400 متر تحت مستوى سطح البحر حسب سجلات عام 2013، ويتميز البحر الميت بشدة ملوحته، إذ تبلغ نسبة الأملاح فيه حوالي 34%، وهي ما تمثل تسعة أضعاف تركيز الأملاح في البحر المتوسط،

 

وهى أيضا واحدة من أعلى نسب الملوحة بالمسطحات المائية في العالم، والسبب في ارتفاع نسبة الأملاح في البحر الميت يرجع الى أن البحيرة هي وجهة نهائية للمياه التي تصب فيه، حيث أنه لا يوجد أي مخرج لها بعده.


ويصل عرض البحر الميت في أقصى حد إلى 17 كم، بينما يبلغ طوله حوالي 70 كم، وقد بلغت مساحته في عام 2010 حوالي 650 كم، إذ تقلصت خلال الأربع عقود الماضية بما يزيد عن 35%، كما يلعب المناخ الصحراوي للمنطقة الذي يمتاز بشدة الحرارة والجفاف ومعدلات التبخر العالية دورًا كبيرًا في زيادة تركيز تلك الأملاح فيه.